عظمت مصائب الدهر في هذا الزمن الغريب ، فكرت في هذا الشيء العجيب، ثم اهتديت الى ان اذهب الى حكيم الزمان العتيد…
….. طرقت بابه الذي اصبح من الحديد. وبعد ان تعرضت للتفتيش من قبل حراسه الصناديد، دخلت بيته؛ الذي امتلا بالاثاث والفراش الغريب….
اقيت عليه السلا، فرد وهو يتمتم ما هذا؟ اما زال هناك تخلف في هذا الوجود ؟؟
.. تقدمت منه ، وسالته: يا حكيم الزمان، لقد اختلطت علي الامور، هل كل ما في الكون من قيم ومفاهيم قد تغيرت ام انني اعيش في احلام لم تكن واقعا؟
… ابتسم الحكيم ابتسامة ( رقيقة وبسيطة) جعلت كل وجهه يبدو وكانه عبارة عن فم، وقطعة بالرزة من لحم…يطلق عليها انف، ثم قال لي بصوت (حنون) جعل القطة النائمة بجواره على فراش من حرير تموء مواءا كثيرا ثم تقفز من النافذة بجنون غريب، قال لي:
"انت يا ولدي مسكين… تعيش في وهم كتب منع السلطان قراءتها لانها تسبب الخبل والجنون، لا تقرا اخبار الماضي، لا تقرا سنن الرسول، واذا استطعت ان لا تقرا من القران شيئا فليس عليك الان حرج فانت الان يا ولدي مجنون… وليس على المجنون حرج.وعليك بالكتاب الاخير للسلطان" قراءة الاخبار للزعيم …." لا تقلق يا ولدي فان في هذا الكتاب العلاج لكل امراضك العقلية الخطيرة … اقرا ثلثه قبل الاكل، وثلثه الثاني بعد الاكل، والثلث الاخير اثناء تناول الحلوى والفواكه..لا تقلق فلن يسبب ذلك عسرا في الهضم او قرحة في المعدة ..بل على العكس (سينشط ) دورتك الدموية… و(يجدد ) خلاياك العصبية..
وممكن ايضا ان يلهمك الموهبة الشعرية. فتكتب قصائد شكر لمولاك راعي الرعية .. ولا تنس ان تذكر اسمي في حاشية من حواشي ابياتك الغزلية. فانا من دلك على هذه الوصفة الصحية…
واياك يابني ان تستهين بما قلته لك ..فانك بذلك تكون قد حكمت على نفسك بالموت… فاسرع وعالج نفسك قبل الفوت..
… انصرف ، قد انتهت نصيحتي المجانية، ولا تنس قبل ان تخرج ان تخلع ساعتك، وكل ما في جيبك من نقود ورقية ومعدنية.. وتضعه على الطاولة المرجانية…
ان هذه التبرعات يا ولدي مجرد اجور رمزية ، حتى لا اطلب من احد الاحسان.. لاهديه الى مولانا السلطان…

اضغط هنا للعودة الى الخلف