احمر...اخضر ...اصفر..كلمات ما يزال رنينها يسمع في اذناي منذ كنت طفلة صغيرة......كنت ارددها دوما دون وعي مني كلما قطعت الشارع....كم كنت ارفح عندما اعبر الشارع فقط حين تصبح السيارة على بضع خطوات مني، وما ان احرك قدماي حتى تخونني شجاعتي واعود مسرعة من حيث اتيت.ثم تعود تصدح في اعماقي كلمات جامدة: احمر...اصفر.اخضر..
....اما الان؛ فلم تعد هذه الكلمات تحمل نفس الصدى ونفس التاثير ....لقد جبل اللون الاحمر المتدفق عبر الشرايين والاوردة، وصبغ الوجه بالاصفر الفاقع....واخضرت الاوراق والاغصان التي اثمرت فكرا لا يكاد يفهم.....
هذه الكلمات ما تزال تطاردني يوما بعد يوم تزداد ملاحقتها لي ليلا ونهارا عندما افكر....عندما اقرر.........عندما احس........عندما اخطئ....عندما اضحك.......عندما ابكي..........فقط اسمع همسا او قل صراخا ...زاو انينا موجعا يردد دوما: "احمر...اخضر...اصفر..."

للخلف